لم يعد في الوقت متسع للحلم ،،،،،،،،،،،
لم يعد في الوقت متسع للحلم،،،،،
الليالي صارت ضيقة ، صرير الحشرات خافِت ، الحركة تدب في الشوارع ، قل أن تجد نائم أو غافِ ، الكل مستيقظ الكل يسعى وراء حق له ضائع ، مسروق ، مفقود ، مستعار ، مستبدل الكل لا يفكر بالنوم لأنه يرى أن في النوم هلكه ، الأمهات منهمكات في مشاغل الأولاد ، والآباء لاهثين وراء لقمة أظنوا نهارهم وليلهم جراء السعي خلفها ، الأخوان متشاكسون فبعضهم يطلب بعض ضاقت قلبهم من قسمة جرت بينهم ، لن تجد نائم فضلاَ عن حالم ، لأن الأحلام دلالة على رخاء الأنام واليوم لا رخا ....
ضاق النهار فاستعاض الناس معه الليل هذه؛ المعادلة قاضية بألا حلم بعد اليوم .
حتى الأحلام صارت صعبة بصعوبة الحياة ،قل أن تتوفر فيها دواعي السعادة ، أو نسائم الخير، أو تستلهم منها جذوة البشارة .
ثمثة مرضى غاب عن أعينهم نعمة الصحة حتى في المنام فطلبوها في يقظتهم .
هناك فقراء تخبطت بهم لأواء الجوع غارت مطالبهم الحاجية لقوام يومهم العادي .
من بيننا ثلة طغوا على بعضهم غير أبهين بما يصنعون غير أن أعظم دوافعهم هي الشح المشوه .
قد تذبل روابط الأسرة الوحدة لكن أن تنتهي تحت مبرر ليس في الوقت متسع للحلم فإن هذا حالة بغيظه مضنية قادمة من النفوس الحقيرة .
إن لم يكن هناك متسع للحلم فأين متسع الحب بيننا .
قد نستيقظ من غفوتنا طالبين لواقع منشود لكن أن نستيقظ من غفوة ادلجتنا في جو مكفهر فهذا يقضي بألا متسع للحلم .
كتبه / رعد الريمي
|